انا والناس والشهادات

فى مجتمعي الكل يحب الشهادات الكل يجري وراء الشهادات بالحق أو بالباطل المهم هو الشهادة وليست الوسيلة إليها وكون أفراد عائلتي متفوقون في الدراسة فقد شعرت أن البعض مؤخرا أصبحوا يحاربونني في الخفاء خصوصا عند ظهور النتائج العام الماضي أقفلت جارتي الهاتف لأيام ولم ترد على جميع رناتي لتهنئتها فكيف ينجح إبنها بتقدير أقل من أبني لقد قاطعتنى مند دلك الوقت ولاخسر بذلك جارة وصديقة
صديقة اخرى دار حوار بيني وبينها حول الطلبة الراسبين في الشهادة فقلت لها في نقاش لنا ان رسوب الطلبة ليس بسبب المدرسين الذين يظلمون الطلبة كما تقول هي أو أنهم يخطئون في الدرجات ـ فلا أرى أنهم يخطئون إلا لماماـ بل ربما كان بسبب كسل بعض الطلبة أو أن عقل بعضهم ثقيل شوي أنهالت علي بالسب والشتم والدعاء وقالت أن اللي يده في المى مو زي اللي يده في النارـ وانشاء الله تجربين ـ .!
أنا أقدر رغبتها في تعلم أبنائها فالعلم نور وضياء وحتي لو لم يستعملوا الشهادة بعد ذلك واشتغلوا في الزراعة والتجارة أو غير ذلك فأنا أرى أن على الجميع أن يتعلموا
لكن يبدوأن الكل يريد من ابنائه ان ينجحوا ويحصلوا على الشهادة بأي شكل وبأي طريقة حتى لو كانت تشجيع أبنائهم على الغش أوتوصية مدرسات ومديرة المدرسة
أنا أعتبر أن العلم والمال والصحة كلها أرزاق من الله يوزعها على عباده
فبالرغم من كون أغلب عائلتنا متعلمة والحمد لله لكنني لا أحسد أولئك الذين تفوقوا علينا مادياً ولا أحسد أولئك الذين هم أكثر منا أولادا أو جاهاً
أنا برأيي أنه لا يجب أن يأخذ الشهادة إلا من يستحقها.فما نفع أن نخرج للمجتمع أطباء ومهندسين غير كفوؤين .ثم نلوم أطبائنا ونذهب للعلاج في الخارج .!ولنشكو من مستوى عطاء المدرسين ومن التعليم ونقول أنه فاشلا .!
كل واجد يريد أن يكون أبنه حاملا للشهادة ليجلس في مكتب مر يح وغرفة مكيفة
وحتى لو اضطررنا لجلب الاسيويين لأعمال الزراعة والصناعة والتنظيف وغيرها فلم نعد نرى من يقوم بمثل هذه الاعمال وكأنها عيب أو حرام
ـ كم نحتاج إلى أن يتعلم أبنائنا قيمة العمل وفائدته ولذته ـ فهم لم يعهدوا من هذه الذنيا إلا الجلوس على الكمبيوتر
ـ كم نحتاج إلى إضافة القيمة المعنوية والاجتماعية للعمل فهو الذى سيبني مجد أمتنا وليس الكسل ولا أن يحسد بعضنا بعضاً
ـ كم نحتاج إلى الرضا بما قسمه الله لنا من مستوى أبنائنا ولا نلجأ للطرق الغير سليمة للسعي وراء الشهادات
ـكم نحتاج للنظر بعين التقدير لكل عامل ولكل مكافح في حياته ولكل قطرة عرق من جبين مزارع أو حرفي أوصانع
ـ كم نحتاج لتقدير كل طبيب أو مهندس كفؤ ومتميز بدل النظر إليه بنظرات الغيرة

فعلى أكتاف كل أبناء بلادي ترتفع بلادي
وليس على أكتاف التخاذل والضغينة والأحقاد

دمتم في محبة وعمل وعطاء